تحرير: الصحافية وفاء بهاني: مديرة قسم الأخبار في الوكالة.
أصبحت معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لُبنان معروفة للقاصي والداني ومنذ اللحظة الأولى التي وطئ قدم اللاجئ الفلسطيني لبنان، وكذلك سياسة الضغط والتهميش التي تتبعها حكومات الجمهورية اللبنانية المتعاقبة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، وما يزيد المعاناة ومآسي اللاجئين الفلسطينيين، القرارات الجائرة بحقهم، والتي كان آخرها، تنفيذ قرار وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان وما تبعه من إجراءات ومخالفات اتخذت بحق العمال الفلسطينيين وأصحاب العمل. وأجزم أن تنفيذ هذه القرارات بوقتنا الحالي لم يأتِ من فراغ ولا أريد فصله عن مشروع تصفية القضية الفلسطينية، في ظل انبطاح الدول العربية وتطبيعها المتسارع مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي أصبح واضحاً للعيان، بل هو جزء لا يتجزأ من الهجمة الدنيئة، والشاملة على الشعب الفلسطيني عموما.ً
فمنذ عام النكبة 1948 حتى يومنا، والحكومات اللبنانية تواصل سياستها العنصرية ضدَّ اللاجئ الفلسطيني وتحرمه من أبسط حقوقه الإنسانية والمدنية التي ضمنتها القوانين الدولية. فقدّ فرض المسؤولين في الجمهورية اللبنانية حصاراً أمنياً واقتصادياً وإنسانياً بدءاً من إقامة الحواجز والأسلاك الشائكة، مروراً بجدار الفصل العنصري حول مخيم عين الحلوة ومخيم المية ومية أسوةً بجدار الفصل العنصري الذي أقامته دولة الإحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة، وصولاً للبوابات الحديدية داخل المخيم ومنع ادخال مواد البناء للمخيمات.
تعيش اليوم المخيمات الفلسطينية معاناة متراكمة لم تعشها من قبل؛ وقد بدأت تنذر بمجاعة وكارثة إنسانية حقيقية لأن الوضع الاقتصادي داخل المخيمات مرتبط بالوضع الإقتصادي اللبناني الذي يشهد تراجعاً ملحوظاً بعد ثورة السابع عشر من تشرين الأول ضد الطبقة الحاكمة في البلد.
تتشابه معاناة اللاجئ الفلسطيني والشعب اللبناني، في الطبقة الفاسدة التي تحكمهم، هناك عناوين محرّمة على المعالجة أو البحث الجدي عند هذه الطبقة، فالمأساة الفلسطينية في لبنان ليست في الحقوق المنتهكة فحسب، بل في الغياب الكامل للقيادة الفلسطينية على الساحة اللبنانية، فالبعض يعتقد أنه يستجدي منظمة التحرير الفلسطينية وجميع القيادات حتى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنوروا) حين يطالبونهم بحقوقهم المشروعة فهم المسؤولون أمام القانون الدولي عن اللاجئين. هذه الظروف هي التي جعلت الفلسطينيين كما اللبنانيين كالأيتام على مائدة اللئام، الذين يبحثون دوماً عن مشترٍ جديد للبؤس الفلسطيني.
اللاجئ الفلسطيني يعاني نكبات متتالية تستدعي الإسراع في إيجاد حلول عاجلة وطارئة لهذه الأوضاع التي ممكن أن يتآتى عليها أمور لن تحمد عقباها ومنها قرع طبول ثورة الجياع داخل المخيمات.