بقلم الصحافية وفاء بهاني.
وإني أحب كما لو كنت امرأة بمئة قلب…
وأتعلق كطفلة تقتص ريح اباها في الأثر…
وأشتاق كما لو كنت آخر نساء الأرض…
وأحزن كأيما ثكلى أكلت الحرب قبيلتها، ورفعت جماجم رجالها على الحراب..!
وأضحك كبائسةٍ أعيتها النوائب، فصنع منها خمره وليله،
وعلق أطياف خليلاته دمعة على ذيل الصور…
لم أزل أعارك الوقت فأرديه، وأحمل أيامي كالفراشات…
أُلبِسُهن اقتباسات الفصول عن العابرين،
وأنثر التعاويذ على الأيام كي لا تغير أسماءها، وامضي…
انا يا حبيبي أهيم على وجه القلق…
تجرني الخيبات إليك، لأنني أدركت أنّ ما من قدرة للوقوف مجدداً…
كيف الوقوف تحت سماء لا تدركك؟!
أنا الوحيدة؛ وأنا كل نساء الأرض!
أنا الأمهات والمؤنثات الغاليات…
أنا المنزويات في قهر القبيلة، الراضخات لسيادة فقه الذكور…
وأنا لاءات الأحكام الجائرة في حناجر المناضلات الزاحفات بموتهن نحو الموت…
وأنا بنات الليل وقد أنهكهن الرحيل بحثا عن قلب خارج عراء الجسد…
وأنا المقدسيٍات المرابطات على مجد لم يمسسهن بمجد…
وأنا الماجنات اللاهثات خلف ملح الرجال وبطشهم…
فخذ ما شئت مني ودع عنك ارتيابك…
ثمة غياب في الغياب… يعلقني بخشخشة المفاتيح،
وفي الرجوع، وفي رائحة حضورك كلما جلدت نفسي بالتذكر.