تحية من الصحافي محمد علي درويش إلى مُعلمهِ الدكتور حسن صعب في ذكرى عيد المعلم

كتب الصحافي محمد علي درويش إلى مُعلمهِ الدكتور حسن صعب قائلاً: “لك التكريم يا قمر المعالي فيك تجمعت زين الخصال بعلمك قدّ علوت اليوم قدراً فقدرك بين كل الناس عالي فعذراً يا مربي الأجيال عذراً بحقك لن يفي اليوم مقالي”.

كان معلمي ثورة مستمرة من أجل العقل والإعتدال وصنع التقدم. وكانت حياته غنية بالعطاء، حتى تخال صاحبها عاش عدة قرون، وإنتاج في عدة محاور:
فهو في آن: المفكر الإسلامي.
ــ والدبلوماسي.
ــ وأستاذ علم السياسة.
ــ والفيلسوف العقلاني.
ــ ورائد الإنماء.
ــ والمناضل اللبناني ــ العربي.

كان يؤمن بأن للعقل العربي دوراً يجب أن يلعبه في الحضارة الإنسانية. وأن الشعب الذي أفرز يوماً ابن خلدون، وابن رشد وسواهم قادر أن يلعب الدور الرائد في العالم من جديد. وكان يعتقد أن التواصل الحضاري بين الامم هو الطريق إلى المستقبل، وطريق العرب بشكل خاص. وفي هذا المجال قدَّم كتابه الرائد “تحديث العقل العربي”.

وكان في أبحاثه عن الإنماء يستحضر حالة العرب المتردية، ويؤكدُ أن الإنماء يعني قيام حركة في المجتمع العربي، قادرة على أن تُعيد إليه قدرته على التجدد ذاتياً وتفتح أمامه باب الإبداع والتطوير. وهذا لا يتأتى إلاّ بتحرير الإنسان العربي من العوز والجهل، وتحرير العقل العربي من رواسبه المتحجرة التي ترفض الإجتهاد والتجديد.

وكان يردد في كل مناسبة أن الإنماء هو إنماء الإنسان، كل الإنسان، وأن إنماء الأقطار المتخلفة لا يتم إلاّ بوجود مؤسسات فيها قادرة على توفير الضمانات لاحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وتحرير الإرادة والأرض والتراث من التبعية أو السيطرة الأجنبية، والإسهام في مسيرة الحضارة الإنسانية، والإستفادة من إبداع الغير دون محاكاته، والإعتماد على أفضل ما في التراث دون التقوقع فيه.

وكان معلمي يعتقد أن تحقيق الإنماء يحتاج إلى قادة إنمائيين، وأن هؤلاء لا يستطيعون التخطيط للإنماء وتنفيذه إلاّ بتسلّمهم مقاليد الحكم في الدولة. لقد كان بذلك متأثراً إلى حدٍّ كبير بنظرية أفلاطون والفارابي التي تعتبر أن صلاح المجتمع مرهون بصلاح الرئيس (أي الفيلسوف عند أفلاطون والإمام عند الفارابي) وأن المجتمعات الفاضلة هي المجتمعات التي يتزعمها ويسوسها الفلاسفة والحكماء. والحكيم، في عُرف معلمي الراحل، هو صاحب الرأي السديد في عملية الإنماء. وإيمانه العارم بالإنماء وبوجوب إنجازه في لبنان.

كان معلمي مؤمناً بالحياة وبقوة الحياة. شعلة إيمان تتغذى من نارها الدائمة. يؤمن بالإنسان وبقدرته وبتخطيه لنفسه كما تخطى هو أقداره، كان يلتقط كل جذوة حياة تتألق في عين إنسان ويحاول رعايتها وإطلاقها، وكانت الحياة نفسها تتألق في عينيه وتختصر حضوره حتى في مراحل التعب والمرض.

معلمي أبا حسان يكفيني فخراً أنك أسهمت في تربية أجيال، وأغنيت الفكر العربي بثمرات ستبقى ذخراً لكل راغب في خدمة مجتمعه.

أذكره اليوم في ذكرى عيد المعلم ولا شك في أنه يقرأ.
فإليك مني دكتور حسن أجمل تحية.

شاهد أيضاً

مفوضية بيروت “كالغيث نمضي” رؤية كشفية تربوية لبناء جيل صالح

تحرير: القائد الصحافي يوسف أكرم سعيد آغا مؤسس ومديرعام وكالة أنباء العاصفة العربية ــ رئيس …

تعليق واحد

  1. ميساء صعب

    نشكر جميع طلاب الدكتور حسن صعب على كلماتهم الجميله وشكر خاص الصحافي محمد درويش الذي أراد أن يستذكر عطاءات الدكتور حسن من عائلة الدكتور الف تحية الى محبيه

    ميساء صعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *