أحقاً رحلت يا أبي؟!… رثاءٌ من الصحفية وفاء بهاني لوالدها في ذكرى رحيله

ثمانيةٌ وعشرون عاماً مضت على رحيلك ومازلتُ في أنتظارٍ وترقّب.
ثمانيةٌ وعشرون عاماً مضت ومازلتُ أنصتُ بكلِّ حواسي لسماع وقع خطواتكَ وصوتكَ في أرجاءِ بيتنا.
ثمانيةٌ وعشرون عاماً وأنا أتقلب على جمر شوقٍ لا حدود له.
ثمانيةٌ وعشرون عاماً وأنا أسعى بين مكان وآخر في بيتنا أبحث عن ضحكة توارت هنا أو هناك.
ثمانيةٌ وعشرون عاماً أخاطب الساعات أن أسرعي كي أكون أول من يستقبل عودتك أبي في البيت.

كثيراً حينما يُطرق الباب لا تحضرني صورة أحدٍ غيركَ
أطير مسرعة ثم أرجع مكسورة الجناح
وكذلك عندما يرن الهاتف وتتسابق رناته مع نبضات قلبي!!
آااه كم أشتاقك إليك يا أبي
ويتملكني الحنين إلى صوتك في السهر وعند ساعات الفجر.

ثمانيةٌ وعشرون عاماً ومازلتُ أشتاق إلى نظراتك الهادئة وضحكاتك الساحرة.
مَنْ قال عندما نكبر لا نحتاج إليك؟!
وكيف ستطيب أيامنا دونك يا حلوها أنت وبهجتها يا أبي؟!

تداهمنا الفرحةُ عندما نلتقي في بيتنا لكنها لاتكتمل دونك يا أبي.
كم أشتاق للمسة يدك المباركة.
كم أحتاجك أبي اليوم وفي كل وقت.
أشعرالآن أن نبضك بداخلي ينبض ويُحيي أملي من جديد.

أبي…
ليتك تزورني في حلمي
أحتاجُ أن أرى نور وجهك وبياض شعرك.
أحتاجُ أن أرى فيهما طريقاً رسمتهُ أنتَ بجهدك وسهرك في تلك الليالي.
أحقاً رحلت يا أبي في رحلة لا أراك بعدها؟!

شاهد أيضاً

إتحاد كشاف لبنان يطلق بعثته إلى المخيم الكشفي العربي 33

المصدر: الصفحة الرسمية لإتحاد كشاف لُبنان. إستضاف المقر العام لإتحاد كشاف لبنان في بيروت، حفل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *