مخرز المقاومة في عين الإحتلال… القصة الكاملة للأسيرة الفلسطينية إسراء الجعابيص

تحقيق الصحافية وفاء بهاني.
والصحافي يوسف أكرم سعيدآغا.

لا يزال الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال يعانون من غياب أدنى المعاملة الإنسانية لهم حيث يعانون من القمع والإهمال الطبي المتعمد، بالإضافة للتعذيب المستمر وجلسات التحقيق الدائمة. ومن بين الأسرى الأسيرة إسراء الجعابيص التي تعاني من الإهمال الطبي الذي يزيد من معاناتها، بالإضافة للتحقيقات الدائمة معها ضاربة كعادتها دولة السلام “شلوم” كلَّ القوانين والأنظمة عرض الحائط، في ظلٍّ غياب المنظمات الحقوقية عن قضيتها.

هل تعرف قصة الأسيرة الفسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي إسراء الجعابيص؟، هل سمعت سابقاً باسم الأسيرة المناضلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي إسراء الجعابيص؟، هل تعرف كيف تم اعتقال إسراء؟ وما هي الأساليب المتبعة تجاهها؟

إنّ كنت تعرفها أو لا تعرفها فهذه القصة الكاملة لامرأة تناضل كلّ يوم ونضالها نضالين؛ ضدّ الكيان الغاصب وضدّ الألم الّذي يزداد يوماً بعد يوم على مرأى ومسمع من الجلاد وهو يتلذذ بتعذيبها، وعرض قصتها من خلال تحقيقنا الصحفي هو مخرزٌ من قبل المقاومة الفلسطينية في عين الاحتلال الغاصب من خلال الصحافة الفلسطينية المقاومة.

بدأت قصة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي إسراء الجعابيص صبيحة يوم الأحد الموافق في الحادي عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبرمن العام 2015، وكانت بداية الأسبوع في الأراضي الفلسطنية الواقعة تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي. كانت الأسيرة إسراء الجعابيص خارجة من مدينة أريحا الفلسطينية ومتوجهة إلى مدينة القدس الشريف وخلال توجهها إلى عملها وقبل وصولها إلى أحد الحواجز الإسرائيلية بمسافة 1500 متر تعطلت سيارتها على الطريق العام وحاولت إعادة تشغيلها ولكن دون جدوى، ــ وبالمناسبة كلمة حاجز باللغة العبرية تعني “مخسوم”ــ وقُدّرَ لإسراء في هذه اللحظة مرور أحد عناصر الشرطة الإسرائيلي فاقترب منها وسألها عن سبب وقوفها على الطريق العام الّذي يمر عليه سيارات الإسعاف وسيارات الأجرة والباصات، فكان ردها أن السيارة تعطلت وهناك رائحة منبعثة من السيارة، فطلب الشرطي الإسرائيلي من إسراء البقاء داخل السيارة، ولكن كأي شخص طبيعي في هذا الموقف سيرفض الامتثال للأوامر الجائرة، فحاولت إسراء الخروج من السيارة معترضةً على طلب الشرطي الإسرائيلي، فإذا بعنصر الاحتلال الإسرائيلي قدّ دفع بإسراء بكل قوة وقسوة داخل السيارة وأغلق الباب على يدها اليسرى فأصيبت بجروح، وتم منعها من مغادرة السيارة لفترة من الزمن، ولم يأت في خاطر إسراء أنَّ الرائحة المنبعثة والعطل الطارئ في سيارتها ناتجين عن احتكاك في أسلاك الكهرباء وإذا بالسيارة تشتعل وفي داخلها إسراء والباب مغلق عليها وشرطي الاحتلال ينظر إليها وهي تحترق وتصرخ من شدة الألم ويتلذذ في تعذيبها.

وبالعودة إلى الرواية الإسرائيلية فسبب الحريق في سيارة إسراء ناتجٌ عن محاولة إطلاق النار على سيارة إسراء من قبل أحد سائقي الباصات التابعة لشركة “إيجد” وتدخل شرطي الاحتلال الّذي وصف بالبطل في الصحف العبرية في اللحظة المناسبة منعه من ذلك، وأنقذ البلاد من عملية إرهابية نفذتها عربية ولكن السيارة انفجرت، وأدى الانفجار إلى تعرض الشرطي لحروق بالغة في وجهه وجسده، ونعيد ونكرر بحسب الرواية الإسرائيلية المزعومة.
وبالبحث على محرك جوجل نجد أنّ شركة “إيجد” المذكورة في الرواية الإسرائيلية المزعومة هي: “شركة مواصلات عامة إسرائيلية، وهي جمعية تعاونية مملوكة لأعضائها، وتدير وسائل النقل العام في إسرائيل، وخاصة الحافلات. وهي أكبر مشغل وسائل النقل العام في إسرائيل، وواحدة من أكبر وسائل النقل العام في العالم”.

وبالعودة إلى قصة إسراء الّتي ترويها لنا شقيقتها: وتدخل أحد الشبان وحاول جاهداً إطفاء السيارة وتّم منعه من قبل عناصر الشرطة الإسرائيلة وقدّ نجح في النهاية من إطفاء السيارة، ومنعهم أيضاً من تمزيق ثيابها وغطّى إسراء بسترته الخاصة، وتمَّ التحقيق مع إسراء عندما كانت مرمية على الرصيف، واستكملوا التحقيق معها داخل سيارة الإسعاف وفي المستشفى وكانت مكبلة اليدين والرجلين ونكلَ بها أكثر من مرة وهي مصابة من قبل عناصر وطواقم ــ دولة السلام ــ مما يتناقض مع القوانين والأنظمة والتشريعات الدولية.

وإذا ما غصنا وحللنا في الصور والرواية ليس كتحليلٍ صحفي بلّ كشخصٍ عادي: تدعي الصحف والمواقع أنّ السيارة قدّ انفجرت وأنَّ الحادث كان عملاً إرهابياً، ولكنّ إذا ما تمعنا بالصور الّتي نشرت على المواقع والصحف نجد أنَّ السيارة تحترق في أحد الصور، وفي أخرى نجد أن السيارة بعدَ إطفائها لا يزال هيكلها واضحاً وأنّها لم تتضرر وتتهشم، وبالعودة للمنطق والتحليل ويمكن لأي شخص البحث على جوجل ويرى كيف يصبح هيكل سيارة تتعرض للإنفجار فالسيارة الّتي تنفجر تتهشم وتصبح كتلة من الحديد المحترق وهذه العلامات غير موجودة في سيارة إسراء فإذاً رواية العمل الإرهابي باطلة جملةً وتفصيلاً.

أمَّا بالعودة للشرطي الإسرائيلي “البطل” كما وصفته الصحف ووسائل الإعلام العبرية الّذي احبط تنفيذ عملة إرهابية كانت منفذتها إمرأة عربية وتعرض لحروق بالغة في جسده ووجهه فما كان من قيادة العدو إلا أنّ تكرم بطلها المزعوم على انه بطل قومي. وإذا ما تمعنّا في الصورة المرفقة بخبر التكريم الّذي كان بعد فترة وجيزة من الحادث فنجده حيّ يرزق مبتسماً سليماً لا يوجد أي أثرٍ للحروق في جسده.

بدأت قصة إسراء الجعابيص بحادثة وانتهى باعتداء عليها واتهامٍ لها بالإرهاب وهي الآن تعاني من حروق بالغة في جسدها بنسبة 65٪ نتيجة الحادث والإعتداء عليها من قبل ــ شرطة دولة السلام ــ المزعومة والحروق بالغة في وجهها، والأذنين وجزء من الرقبة، وصولاً للأكتاف واليدين وتعاني من مشكلة في التنفس من الأنف فهي تتنفس من فمها منذ ذلك الحادث المتعمد وقدّ أصبح مجوفاً، وتحتاج للكثير من العمليات للفم فالشفة السفلة ذائبة حيث يسقط منها الماء والطعام، بالإضافة للتصاقات في الأذنين، وتمّ بتر ثماني أصابع وتبين مؤخراً أنّ أصبعيها المتبقيين متضررة وكذا تكون إسراء قدّ خسرت أصابعها العشرة.

قصة إسراء الجعابيص ما هي إلا واحدة من مسلسل المعانات والتعذيب الّتي يعاني منها الأسرى الفلسطينيين القابعين قصراً في سجون جيش الإحتلال الإسرائيلي الّذي يغتصب أرض فلسطين وتصف نفسها دولة داعية للسلام ويلهث العرب إلى التطبيع معها في شتى الطرق مصدقين أكذوبة اسمها السلام ويسعون لتزوير الحقائق بالتعاون مع العرب الّذين ينبطحون يوماً بعد يوم ويحاولون إقناع الناس بأنَّ فلسطين هي أرضاً يهودية إسرائيلية اسمها الأرض المباركة منذ الأزل والقدس اسمها أورشليم مهد اليهودية، وكان يعيش فيها اليهود مثبتين ادعاءتهم بآياتٍ قرأنية، منطبقاً عليهم مقولة كلام حقٍ يراد به باطلاً.

ولكنّ الحقيقة والواقع أن الإسم السابق لفلسطين كان الأرض المباركة الّتي مرَّ عليها الأنبياء، كما ذُكر في القرآن الكريم، ولقد نزل قول يا بني إسرائيل في القرآن الكريم لنسل سيدنا يعقوب النبي وليس لليهود، ولكن السؤال الموجه للجميع هلّ كان النبي إبراهيم يهودياً لنقول أنَّ الأرض المباركة كانت أرضاً لليهود؟، وهل كان النبي يعقوب يهودياً لنقول أنَّ الأرض المباركة أرضاً لليهود؟، وهل كان سيدنا يوسف ومن بعده سيدانا موسى وعيسى يهوداً لنقول أنَّ الأرض المباركة كانت أرضاً لليهود؟، اللبيب من الإشارة يفهم يا معشر العربان المنبطحين وتستعملون كلام الله وتحرفونه كما تشاؤون.

شاهد أيضاً

مرشدات الجراح تحتفي بالقائدة سارة حمود

تحرير: القائد الصحافي يوسف أكرم سعيد آغا ــ مُدير عام وكالة أنباء العاصفة العربية. بمناسبة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *