في يوم المرأة العالمي لن أكتب معايدة لها، ولن أقول لها: كل عام وأنتِ بخير، لن أكرر جملاً معهودهً، أو كلمات مردده سأقول لها: ….أنتِ يا امرأة تستحقين العيد كل يوم أنت حواء من نفس آدم، ولدتِ أنت رفيقته في كل شيء، أنتِ أم موسى وعيسى ومحمد وإبراهيم …أنت نصف العالم المضيء.
بلّ أنت كل النور أنتِ شمس البيارق وأنتِ قمر الليل لولاكُنَّ لما اعتمر الكون ولا كان …إن كان على هذه الأرض ما يستحق الحياة فعليها من يستحق الوفاء، أنتِ إن أعددناكِ أعددنا شعباً طيب الأعراق.
يا من حملتي راية الشرف والتضحية كما حملتْ مريم بنبي. كافحتِ منذ ولادتكِ ومازلتِ تكافحين، أين يوجد ظلمٌ نجدكِ…أين يوجد إضطهادٌ نجدكِ، هنا وهناك ترفعين الصوت مطالبة بحرية الشعوب وحرية الأوطان …هنا وهناك ليس لوطنكِ حدود، وليس لهويتكِ عليكِ قيود غربية كُنتِ أم عربية، شرقية كُنتِ أم أجنبية، وطنكِ الكونَ كله وأهلكِ الفقراء المحرومين…ترفضين الإسعباد وقهر الشعوب.
ما أروعكِ يا امرأة تجاوزتِ كل حدود التمييز العنصري وقلتِ كلمتكِ…أنا موجودة حيث يوجد شعبٌ ينشد الحرية…أنا موجودة في كل قارات العالم أبحثُ عن الحق والعدالة، وليس هناك أعدل من قضية فلسطين راشيل كان اسمك أم فاطمة، إيفا كان أمّ الخنساء، لا يهم فالإسماء ليست شيئاً أمام نضالكِ…سلفيا كان اسمك أمّ دلال…مريم كان أمّ جميلة…الأسماء ليست البداية والهوية ليست النهاية لكن المباديء هي الأهم.
أيتها المراة أينما كنتِ وفي أي بقاع كنتِ يوم المرأه العالمي ليكن هذا العام يومكِ هو يوم فلسطين لنلتقي غداً باذن الله في ساحات القدس وفي طرقاتها، نلتقي بالماجدات المناضلات لأجل حرية الإنسان وكرامته نساءٌ نذرنَ حياتهنَّ لخدمة القضايا العادلة ومساندة الشعوب المضطهدة، نذرنَ أنفسهنّ لفلسطين فكانت فلسطين وفيةٌ لهنّ.